الأحد، ٢٢ ديسمبر ٢٠١٩ – ٧:٠٢ م
الفيديو
الصور
أبوظبي في 22 ديسمبر / وام / تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، نظمت جائزة الشيخ زايد للكتاب اليوم ندوة فكرية حول التسامح في الثقافة والآداب والتاريخ وذلك في فندق سانت ريجيس في جزيرة السعديات بأبوظبي.
بدأت الندوة بكلمة ترحيبة للدكتور علي بن تميم رئيس هيئة اللغة العربية الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، وقال : يسعدني أن أرحب بكم في هذه الندوة التي تقام برعاية كريمة من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح وأزجي لإخواننا المسيحيين في الإمارات والمنطقة والعالم التهاني بأعياد الميلاد المجيدة وسيظل قنديل التسامح منيرا فينا كالكوكب الدري ونحن نشعل بعد أيام قليلة شمعة 2020 كما شع شجر الغاف وظلل وصبر واحتمل وكان شفاءً وشاهدا على إرث زاخر من الحكايات والأشعار.
وأضاف ابن تميم أن التسامح قيمة رفيعة ومهمة في الإبداع، وهي ضرب من الأخلاقيات النبيلة التي يقوم عليها الشعر بشقيه العربي والنبطي وإن شهدنا دراسات ولقاءات حول التسامح في الدين إلا أننا لم نطلع حتى الآن على دراسات معمقة عن التسامح في الشعر والسرد والإبداع لكننا يمكن أن نشير إلى أن الكتاب العربي نادراً ما يتطرق إلى التسامح في الفلسفة والشعر والإبداع والثقافة والشيء بالشيء يذكر نجد على سبيل المثال بأن هناك في اللغات الأخرى دراسات كثيرة في هذا الجانب تستحق الترجمة والنقل إلى العربية لكنني أذكر بعد تسمية دولة الإمارات عامنا هذا بعام التسامح وجدنا بعض الدراسات تلتفت إلى الآداب ونخص هنا دراسة الدكتور سعيد العوادي والتي نشرها في جامعة محمد الخامس أبوظبي بعنوان “قيمة التسامح في الشعر العربي”.
وأكد وجود حاجة ماسة إلى سد تلك الفجوة وتشجيع هذه الدراسات، ونحن نرى أحد أهم الأغراض الشعرية قد اندثر وهو الاعتذاريات التي تأتي في صميم الشعر ..مشيرا الى ان الشعر بقي يقتبس من القيم الأخلاقية ومنها السماحة التي صارت جوهرة في يد الشعراء، يقبسون منها ويقتبسون .
وأعرب الدكتور علي بن تميم في ختام كلمته عن ثقته بأن هذا اللقاء مع نخبة مميزة من المبدعين والأدباء والنقاد والمفكرين سيضيء جانباً مهما وسيسد ثغرة أساسية من قيم عام التسامح التي تنطلق منها جائزة الشيخ زايد للكتاب في جلساتها المهمة التي تتابع في الأولى تطور المصطلح ومفهومه في اللغة والفلسفة كما تحلل في الثانية التسامح في فكر الشيخ زايد وفكر غاندي ولعلنا اخترنا التوقف عندها لأن أثر تجليات قيمة التسامح كما أسس لها الشيخ زايد وغاندي مازالت حاضرة ومؤثرة في عالمنا .
وعقدت الندوة ثلاث جلسات بمشاركة نخبة من المفكرين والمثقفين والأدباء والدبلوماسيين العرب والعالميين ناقشوا خلالها تجليات قيم التسامح في مجالات الأدب والفكر والتاريخ واللغة وغيرها .
وتحدث خلال الجلسة الأولى بعنوان “التسامح: المصطلح والمفهوم والتطور” كل من الدكتورة ضياء الكعبي أستاذة السرديات والنقد الحديث المساعد بجامعة البحرين والدكتور رضوان السيد كاتب ومفكر لبناني والدكتور عبدالله الغذامي أكاديمي وناقد أدبي وثقافي وأستاذ النقد والنظرية في جامعة الملك سعود، وأدارها عضو الهيئة العلمية في جائزة الشيخ زايد للكتاب الدكتور خليل الشيخ.
وناقش المشاركون خلال الجلسة الاولى مصطلح التسامح وتطوره وجذوره وأبعاده وأكدوا أنه ليس ثمة حضارة إلا وعرفت التعصب والتسامح ولايقف التسامح الا عندما يعرف نقيضه تماما وهو التعصب ومن يقرأ ماكتبه الكثير من فلاسفة الغرب نجد أن هذه المصطلح تطور وتغير وانتقل من مفهوم الى مفهوم ومر بمراحل متغييرة على حسب مراحله التاريخية وصولا للمرحلة التي نعيشيها الآن وهي الدعوة الى التسامح والتعدد الثقافي وتقبل ثقافات الآخرين .
وأكد المشاركون ان مصطلح التسامح لا يشكل بالنسبة لدولة الإمارات مجرد مصطلح فلسفي بل هو نهج حياة قامت عليه الدولة وأرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ..مشيرين الى أن مسألة التسامح تشكل في واقع الامر نقطة مهمة وأساسية في الثقافة الحديثة وليس من باب الزيادة أن تنشأ وزارة التسامح في دولة الامارات التي أدركت أن التسامح ركن أساسي من أركان الحياة وعليه تنشأ ثقافة ترسيخ قيم التسامح والتعايش ومحاربة ثقافة الكراهية ونبذ العنف .
أما الجلسة الثانية فحملت عنوان “التسامح في فكر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وفكر غاندي” تحدث فيها سعادة تركي بن عبدالله الدخيل سفير المملكة العربية السعودية لدى الدولة، والدكتور ذكر الرحمن رئيس المركز الثقافي العربي الهندي ومركز دراسات غرب آسيا في الجامعة الإسلامية بالهند، والروائي والكاتب الفرنسي جيلبير سينيوه، وأدار الجلسة المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، عبدالله ماجد آل علي.
أما الجلسة الثالثة فحملت عنوان “قيم التسامح في الشعر” تحدث فيها الكاتب والباحث مدير أكاديمية الشعر في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، سلطان العميمي والكاتب وأستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس الدكتور محمد حجو، المغرب، ومن العراق الشاعر والناقد والأستاذ الجامعي، الدكتور علي جعفر العلاق، وأدارت الجلسة الدكتورة فاطمة حمد المزروعي، ناقدة ومؤلفة إماراتية.
وتأتي الندوة في إطار حرص جائزة الشيخ زايد للكتاب على تعميق قيم الحوار وتقبّل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة، وتجسيداً لأهمية قيمة التسامح التي وضع أسسها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، لتكون دولة الإمارات جسر تواصل وتلاقٍ بين شعوب العالم وثقافاته في بيئة منفتحة تسودها المحبة والاحترام.
وام/ريم الهاجري/مصطفى بدر الدين