محطات قطار الحرمين
تشتمل مسارات القطار على خمس محطات للركاب تبدأ من مكة المكرمة، مروراً بالمحطة الثانية في مدينة جدة، فالثالثة في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، ثم الرابعة التي تقع في المدينة المنورة، وهناك محطة خامسة تنقل المسافرين من مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة إلى مكة المكرمة. ويختصر قطار الحرمين السريع المسافة بين مكة والمدينة إلى أقل من 150 دقيقة, بدلا من أكثر من أربع ساعات، ويشمل سرب القطارات التي تنقل الحجاج والمعتمرين بين هذه المحطات 35 قطارًا، يشتمل كل قطار منها على 417 مقعداً.
وتظهر محطات القطار في كل من جدة ومكة المكرمة و المدينة المنورة كتحف معمارية بارزة تجذب الأنظار، وتبلغ مساحة محطة مكة الواقعة بحي الرصيفة 447600 متر مربع، أما مساحة محطة جدة الواقعة بحي السلمانية فتبلغ 461000 متر مربع، وتبلغ مساحة محطة المدينة المنورة الواقعة بحي الهدراء 172000 متر مربع.
تدشين قطار الحرمين الشريفين
في 15/01/1440ﻫ الموافق 25/09/2018م افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أول رحلة لقطار الحرمين مسافرًا به من جدة إلى المدينة المنورة؛ ليَطَّلِعَ بنفسه على الخدمة التي يقدمها قطار الحرمين السريع للمسافرين والحجاج والمعتمرين وزوار المشاعر المقدسة.
وفي يوم الخميس 02/02/1440ﻫ الموافق 11/10/2018م وعلى لحن نشيد “طلع البدر علينا”، وفي أجواء من الفرح والبهجة استقبل أهالي المدينة المنورة أول رحلة رسمية اعتيادية لقطار الحرمين السريع ينتقل فيها المسافرون القادمون من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
قطار الحرمين السريع حلقَةٌ من منظومة كاملة في خدمة الحرمين الشريفين
يأتي مشروع قطار الحرمين السريع ليُشكِّلَ حلقةً واحدة في منظومةٍ متكاملة تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين والدولة السعودية في سبيل خدمة الحرمين الشريفين والبقاع المقدَّسة؛ وذلك إيمانًا من الدولة السعودية والشعب السعودي بوجوب توفير كل الإمكانيات المتاحة لكي يتمكن أكبر عدد ممكن من المسلمين في دول العالم من القدوم إلى الحرمين الشريفين في كل عام لأداء فريضة الحج في موسم الحج، وأداء العمرة والزيارة طيلة العام.
وتستَشْعِرُ حكومة المملكة العربية السعودية حجم التشريف الذي شرَّف الله به هذه البلاد والأمانة التي حمَّلَها الله لأهلها بوجوب تيسير كل ما يمكن ليتمكن ضيوف الرحمن من أداء عبادتهم في طمأنينة وسكينة ويُسر، فَسَخَّرَت الحكومة السعودية كل إمكاناتها وطاقاتها البشرية والمادية لمشاريع التطوير والتوسعات التي لم تتوقف طيلة العقود الماضية؛ رغبة في تيسير أعمال الحج وسلاسة أداء المناسك وحماية الحجاج، والجهود التي تقوم بها الحكومة السعودية في خدمة ضيوف الرحمن تشهد تطوراً كبيراً عاماً بعد عام، مما سهل على الحجاج أداء مناسكهم بيسر وسهولة وفي جو إيماني روحاني تفرح به قلوب المؤمنين.
واشتملت رؤية المملكة العربية السعودية 2030 على استراتيجية متكاملة لتطوير منظومة الحج والعمرة والزيارة، وإتاحة الفرصة لعدد أكبر من المسلمين لتأدية المناسك بأمنٍ وأمانٍ وطمأنينةٍ وسَكينةٍ، في وقت يتعاظم لدى المسلمين أهمية الحفاظ على هويتهم الاسلامية واستكمال متطلبات شعائرهم الدينية.
وتشمل الرؤية التطويرية الاستمرار في توسعة الحرمين الشريفين، وإنجاز شبكة قطار المشاعر المقدسة، ومشاريع إسكان وخيم الحجيج، والانتهاء من توسعة وإنشاء مطارات واسعة متطورة لاستقبال ضيوف الرحمن، مع استمرار الإدارة الأمنية الفاعلة والمنجزة للحفاظ على أمن الحجاج واستقرارهم، والعمل على أمن الحجاج والمعتمرين والزائرين وراحتهم.
كما وَسَّعَت الحكومة السعودية منظومة خدماتها الصحية لضيوف الرحمن لتشمل تجهيز المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأوليَّة، وتوفير القوافل الصحية المتحرِّكة في موسم الحج، وتقديم خدمات معلوماتية وتوعوية وتموينية، ونظافة شاملة ودائمة في المشاعر المقدَّسة على مدار الساعة، مع خدمات متقدمة للصرف الصحي، ومشاريع نظافة الحرمين الشريفين والمناطق المحيطة بها، وعمليات التشجير والإنارة في المشاعر المقدسة، وتنفيذ توسعات مستمرة لجسر الجمرات، بالإضافة إلى توفير سُقيا زمزم في الحرمين الشريفين على مدار الساعة؛ وهذا كله يؤكد أولوية الاهتمام بالحرمين الشريفين وتيسير أداء المسلمين فريضة الحج والعمرة والزيارة لدى الحكومات السعودية المتتالية منذ تأسيس المملكة العربية السعودية، وتلبية رغبة المسلمين في شتى بقاع العالم بأداء فريضة الحج والعمرة والزيارة في أحدث رؤية تطويرية استراتيجية للمملكة العربية السعودية وهي رؤية 2030.
كما أن تطوير منظومة الحج لا تتوقَّف على تطوير البنية التحتية للحرمين الشريفين والمشاعر المقدَّسة، بل يوازيها جنبًا إلى جنب تطويرٌ إداريٌّ وبشريٌّ مستمر، فقد أصبحت تجربة السعودية في إدارة الحشود في الحج تجربة عالمية وتبحث عدد من الدول كيفية الاستفادة منها، ومع وصول المملكة إلى مرحلة متقدمة في إدارة الحشود المليونية فإنها تواصل بذل الجهود لتعزيز هذه الإدارة من خلال المسارات السريعة، والبوابات الإلكترونية، والأساور الإلكترونية التي تعطى لكل حاج فيلبسها في ذراعه فتيسر الوصول إليه وتحديد موقع حملته وغير ذلك، واستخدام كاميرات المراقبة المنتشرة في كل مواقع المشاعر المقدسة والتي تساعد في عمليات الإدارة، بالإضافة إلى التدريب المستمر لآلاف الموظفين وأفراد الأمن والمسعفين والكشافة وغيرهم من المواطنين السعوديين الذين يشاركون في تقديم الخدمات البشرية لحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزائرين.
كما تقوم الحكومة السعودية بتنسيق مواعيد وصول الحجاج مع الدول التي ترسل بعثاتٍ إشرافية، وتُحْسِن استقبالهم وتيسير إقامتهم وتنقلاتهم. كما تتعاون الحكومة السعودية مع جميع الدول الإسلامية ودول العالم في تيسير انتقال الحجاج من بلدانهم إلى بلاد الحرمين الشريفين بيسر وسهولة من خلال تنظيم الدخول والمغادرة بحيث تصبح إجراءات الدخول ميسرة جدًا، ولا تستغرق وقتًا طويلاً على الرغم من كثرة أعداد الوفود من جميع الدول في زمنٍ محدود أثناء فترة الحج، والحكومة السعودية تشكر كافة الدول المتعاونة معها في تيسير هذه الإجراءات.
إن المملكة العربية السعودية تشعر بحجم الأمانة والمسؤولية العظيمة تجاه الحرمين الشريفين، كما تشعر بالتشريف الرباني لها بخدمة الحرمين الشريفين والعمل على راحة ضيوف الرحمن؛ لذلك تحرص المملكة العربية السعودية أن تكون الوفود إلى الحرمين الشريفين والأماكن المقدَّسة خالصًا لله، وأن يتفرَّغَ الحجاج والمعتمرون للعبادة التي حضروا لأجلها، يلهجون بالدعاء، ويؤدون مناسكهم راجين من الله تعالى المغفرة والرحمة والقبول، بكل راحة ويسر.
إن الحكومة السعودية والقائمين على رعاية وأمن الحج وكل مواطن سعودي يتشرفون بخدمة ضيوف الرحمن، ويسألون الله تعالى للحجاج والمعتمرين المغفرة والرحمة والقبول، وأن يتمكنوا من أداء مناسكهم بطمأنينة وسكينة، وأن يعودوا إلى ديارهم سالمين غانمين يحملون أطيب الذكريات عن الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية، وأن يكتب الله لهم زيارة الحرمين الشريفين مرات عديدة وأزمنة مديدة وهم في صحة وعافية وتوفيق من الله.
منقول عن التقرير الذي أعده مركز البحوث والتواصل المعرفي